لطالما كانت الكويت ذات مناخ صحراوي حار وجاف. ولكن الدراسات تظهر أنه رغم أن الطقس كان دائمًا حارًا، إلا أنه لم يكن بهذه الشدة أو الاستمرارية كما هو الآن. فما الذي تغير؟ تغير المناخ.
بعد الثورة الصناعية واكتشاف النفط، زادت الانبعاثات بشكل كبير. أدى ذلك إلى استنزاف طبقة الأوزون وتغيرات مناخية أدت إلى صيف أطول وأكثر حرارة وشتاء أقصر وأخف برودة.
خذ الشتاء على سبيل المثال. يبدو أن الشتاء في الكويت يتأخر كل عام. في عام 2024، لم أبدأ بارتداء ملابس الشتاء الثقيلة حتى أواخر نوفمبر أو أوائل ديسمبر. أما العام الذي سبقه، فقد احتجت إليها في أوائل نوفمبر. وفي الوقت نفسه، تسجل درجات الحرارة في الصيف أرقامًا قياسية جديدة كل عام، ويستمر الحر لفترات أطول من أي وقت مضى.
في بلد مثل الكويت، يعد التكييف ضرورة للبقاء على قيد الحياة في ظل الحرارة الشديدة. ولكن الاعتماد الكبير على أجهزة التكييف له سلبياته. وفقًا للأمم المتحدة، من المتوقع أن يكون هناك حوالي 5.6 مليار وحدة تكييف مستخدمة بحلول عام 2050.
المشكلة ليست فقط في التكييف نفسه، بل في مصادر الطاقة التي تشغله. معظم أنظمة التكييف تعمل على الطاقة غير المتجددة، مما يؤدي إلى إطلاق انبعاثات تسهم في تغير المناخ. إذا لم نتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، فإن ارتفاع درجات الحرارة سيزيد من الطلب على التكييف، مما يخلق دورة مفرغة.
كأفراد، يمكن أن تكون لأفعالنا تأثير، لكنها محدودة. التحدي الرئيسي هو النظام ككل. فبدون:
سنستمر في رؤية ارتفاع درجات الحرارة وصيفًا يحطم الأرقام القياسية. ومع ذلك، يمكننا اتخاذ خطوات للمساعدة. يمكننا استخدام الطاقة المتجددة في منازلنا، وتصميم مساحات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، ونشر الوعي. قد لا تحل هذه الإجراءات المشكلة بمفردها، لكنها تظهر أننا نهتم ويمكن أن تدفع نحو تغييرات أكبر.
رغم صعوبة الوضع، هناك أمل. إذا تعاون الأفراد والحكومات والصناعات معًا، يمكننا مواجهة هذه المشكلة. نحتاج إلى:
التغيير ممكن. من خلال العمل معًا والمطالبة باتخاذ الإجراءات، يمكننا التوجه نحو مستقبل لا نحطم فيه فقط أرقام درجات الحرارة القياسية، بل نحطم أيضًا دورة تغير المناخ. إنها رحلة صعبة، لكنها رحلة يمكننا القيام بها بتصميم وتفاؤل.