هل تصميمك مستدام حقًا؟

يُستخدم مصطلح "الاستدامة" كثيرًا في مجال التصميم مؤخرًا، ولكن هل كل تصميم يُوصَف بالمستدام يستند فعلًا إلى استراتيجيات مدروسة؟ أم أن الأمر لا يتجاوز كونه مصطلحًا دعائيًا؟

الاستدامة لا تعني مجرد إضافة عنصر صديق للبيئة أو استخدام مادة طبيعية. التصميم المستدام الحقيقي يبدأ من المراحل الأولى، ويقوم على قرارات واعية وتحليل دقيق لعناصر المشروع: من الإضاءة الطبيعية والاصطناعية، إلى توزيع الأثاث واستخدام المساحات.

لنأخذ الإضاءة كمثال. تُعد الإضاءة الطبيعية عنصرًا أساسيًا في تحقيق الاستدامة، فهي تقلل من استهلاك الطاقة وتعزز من جودة الحياة داخل المبنى. ولكن، هل تم تحليل كمية الضوء الطبيعي داخل كل غرفة؟ هل أُعيد النظر في حجم النوافذ ومواقعها بناءً على هذا التحليل؟ إن غابت هذه الدراسات، فإن وصف المشروع بالمستدام يصبح محل شك.

الأمر ذاته ينطبق على الإضاءة الاصطناعية. فكل مساحة لها وظيفة مختلفة، وتتطلب نوعًا وتوزيعًا خاصًا من الإضاءة. كما أن توزيع الأثاث ليس مجرد قرار جمالي، بل يجب أن يُراعى فيه الراحة، والحركة، والاستفادة القصوى من المساحة.

التصميم المستدام لا يُضاف في مراحل متأخرة، بل هو نهج يبدأ من البداية ويؤثر في كل قرار. المصمم الذي يقدّم تحليلات واضحة وخيارات مدروسة هو من يحقق الاستدامة فعلاً، وليس من يكتفي بإضافة بعض العناصر الشكلية.

وقبل أن نصف أي تصميم بأنه مستدام، لا بد من طرح الأسئلة التالية:

• هل خضعت الإضاءة الطبيعية والاصطناعية لتحليل فعلي؟

• هل تم توزيع الأثاث بناءً على احتياجات المستخدم والمساحة؟

• هل التصميم قائم على دراسات ومعايير، أم على الذوق فقط؟

إذا كانت الإجابة لا، فقد لا يكون التصميم مستدامًا كما يبدو.
فالاستدامة ليست مظهرًا... بل عملية واعية تتطلب تخطيطًا دقيقًا ومسؤولية حقيقية.